مرض كثير الانتشار يدعى زكام الامعاء

يمكن للإنسان بعد شفائه من مرض زكام الأمعاء أن يصاب مرة أخرى بالمرض ذاته إذا لم يحط نفسه بالاحتياطات اللازمة، لأن المناعة التي يكتسبها لا تدوم طويلا، لهذا يستلزم عليه أولا تفادي المناطق المغلقة...
تعود الفيروسات إلى الظهور بعدوانيتها المتزايدة كلما عاد فصل البرد من جديد، لتكون السبب في انتشار الأمراض والأوبئة التي قد تودي بحياة المريض، خاصة إذا كان هذا الأخير ضعيفا مسبقا مثل الحاملين لأمراض مزمنة، الأطفال الصغار والرضع والمسنين والنساء الحوامل... الخ.
يصاب الإنسان في فصل الشتاء بمرض يدعى زكام الأمعاء الذي يعود سببه إلى فيروس من نوع خاص لا يشبه فيروس الزكام الفصلي أو الخنازير أو الطيور وغيرها، بل هو فيروس من نوع آخر ينتقل إلى الإنسان عن طريق اللمس، لمس الأشياء الملوثة، (مقبض الباب أو سماعة الهاتف أو قلم أو منديل... الخ) أو عن طريق التصافح وغيره.
كما يمكن الإصابة به أيضا عن طريق التغذية أو الماء أو الحلويات التي تحتوي على الفيروس أو عن طريق التنفس. هو فيروس جد معدٍ وسريع الانتقال من شخص إلى آخر، لهذا نرى مرض زكام الأمعاء أكثر انتشارا في المناطق المغلقة عن غيرها من المناطق مثل المستشفيات، المدارس، روضات الأطفال، دور المسنين، وسائل النقل البرية والبحرية والجوية... الخ. تظهر علامات هذا المرض من 24 إلى 48 ساعة بعد الإصابة بالفيروس وتتمثل في تشنجات بطنية، أوجاع الرأس والعضلات، غثيان وقيء، حمى طفيفة وإسهال.
إن المرض حليم في حد ذاته وغالبا ما يشفى دون أن يترك آثارا على المصاب، لكن خطره يكمن في الجفاف الذي قد يلحق بالمصاب وخاصة إذا تعلق الأمر بالرضيع أو الطفل الصغير أو المسنين الذين لا يجدون العناية اللازمة. وسبب هذا الجفاف هو التقيؤ من جهة الذي يفقد المريض كميات هائلة من الماء، إضافة إلى الإسهال من جهة أخرى.
لهذا يجب على المصاب بداء زكام الأمعاء أن يشرب الماء كثيرا ويمتثل إلى الراحة التامة طول مدة المرض، كما يجب التكفل بالمسنين والرضع والأطفال وتزويدهم بالرعاية اللازمة وخاصة شرب الماء ومكافحة التقيؤ والإسهال.
يبقى الشخص المصاب بزكام الأمعاء معديا 48 ساعة بعد تراجع الأعراض وتحسن حالته الصحية، لهذا ينبغي على هذا الأخير البقاء في منزله طول مدة النقاهة لتفادي نقل المرض للغير.
يمكن للإنسان بعد شفائه أن يصاب مرة أخرى بنفس المرض إذا لم يحط نفسه بالاحتياطات اللازمة، لأن المناعة التي يكتسبها لا تدوم طويلا، ولهذا يستلزم عليه تفادي المناطق المغلقة المذكورة سالفا ثم القيام خاصة بغسل الأيدي بالصابون كلما تم لمس شيء مشبوه أو مصافحة شخص قد يكون حاملا للفيروس دون علامات ظاهرة عليه.
هذا ما يحميك من زكام الأمعاء من جهة وباقي أنواع الزكام الأخرى الفصلية، الخنزيرية والطيرية.... الخ.
غسل الأيدي يتم بالصابون العادي والماء الذي من الأفضل أن يكون دافئا، ودلكها جيدا وكذلك الأظافر وما بين الأصابع، ثم تجنب لمس أي شيء حتى الحنفية التي يتم غلقها باستعمال ورق أو منديل بعد إتمام الغسل.
اجعل من غسل الأيدي في حياتك بشكل مستمر خلال النهار عادة، فهي تعود عليك بكثير من المنفعة وتقيك من أمراض عديدة.